ونحن نستذكر مجزرة 14 تموز 1959 هُناكَ أمورٌ يتوجبُ علينا عَدمُ نِسيانِها
بقلم : د. هجران قزانجي
عضو الهيئة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية
وعضو هيئتها الإدارية
مجزرة الرابع عشر من تموز من العام 1959، التي دوِنَتْ في صفحاتِ التاريخ تحت مُسمى مجزرة كركوك، هذه المجزرة البشعة التي تصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية تمّ فيها تصفية قيادات الخط الأول للمجتمع التركماني في كركوك حيث جرى اغتيالهم بوحشية يندرُ أن نجدّ في صفحات التاريخ مثيلاً يضاهيها في الوحشية والإجرام، وكان الهدف من ورائها جعل المجتمع التركماني مفتقراً إلى قيادات سياسية توجهها وترسم لها معالم الطريق كي يسهل بعد ذلك على القوى الظلامية أن تُسيّرُها وفق ماتشاء، والعمل الذي لم يتم إتمامه في العام 1959 تمّ إتمامه في العام 1980 مع إعدام القادة التر كمان الأربعة الذين كانوا يمثلون القيادة الفاعلة والمُحركة للشعب التركماني في ؟العراق في ذلك الوقت
القادة التركمان الذين إستشهدوا في مجزرة الرابع عشر من تموز من العام 1959 والذين إنطلقوا في دربهم النضالي مستمدين عزيمتهُم من الشعب التركماني الذين منحهُم ولائهً وثِقتهُ وأفكارهُم ونَهجهِم الذي إستمرَ من بعدِ رحيلهِم أكدّ على كونهِم قادة حقيقيين وهكذا سجَلّ التاريخ سيرتهِم العطِرة
قادتنا التركمان الذين إستشهدوا في مجزرة الرابع عشر من تموز من العام 1959 وقادتنا التركمان الذين عُلِقُوا على أعواد المشانق في العام 1980 هم رُموزٌ ونماذِجَ نضالية يحتذى بهِم ليس بين شرائح المجتمع التركماني في العراق فحسب، بل لدى كافة المجتمعات على إمتدادِ المَعمُورة باعتبارهِم مناضلين ناضلوا ووقفوا بوجه الظلم والقمع والقهر ودفعوا حياتهم ثمناً في سبيل حرية شعبهِم، ووقوفهم بوجه الظلم والقهر والقمع وعملية الصهر القومي الذي كان يُستهدَفُ مِن ورائهِ القضاءَ على الوجود القومي للتركمان في العراق جعلهُم يكونونَ هدفاً للأنظمة الديكتاتورية والشوفينية التي قررت القضاء عليهم عبر تصفيتهم لمحو فكرهِم ونهجهِم القويم، لإعتقادها بأنها حين تقوم بالقضاء عليهم فإن ذلك سيؤدي مُستقبلاً الى القضاء على الفكر التحرري ليس بين تركمان العراق فقط بل حتى بين أبناء المجتمع التركماني في سوريا وباقي دول المنطقة التي يتواجد فيها التركمان ولن تقُومَ للتركمان في العراق وسوريا وباقي دول المنطقة قائِمةٌ بعد ذلِك
لقد عمَدت القوى الظلامية الى تسخيرِ الجهلة والرِمَمْ من الذين يتميزون بتذبذبهِم وإفتقارهم إلى عقيدةٍ ومنهجٍ ثابت ومن المُولعينَ بالتخفي وراء شعارات أيديولوجية رنانة والخطاب الديني من الذين يغيرونَ أرائِهم وتوجُههِم حسب مقتضيات مصالحهِم والذين سعوا في خطاباتهم الى تصغير حجم التركمان في كركوك لإرضاء أسيادهم لمحاربة أولئِك المناضلين الذين ساروا على نهج القادة التركمان الشهداء وسعوا للحفاظ على إرثهِمْ وفِكرهِمْ بل وسخروهُم للقضاء عليهِم لوأدِ هذا النهج والفكر ومازالوا مُستمرين في غيهِم هذا حتى يومنا هذا
والمجتمع التركماني الذي وقف بوجه سياسة تكريد كركوك سيقف أيضاً بوجه سياسة تعريبها وسيقفُ كذلك بالضدِ مِن أولئِكَ الذين أفرغوا الحركةِ التركمانية من قادتِها الحقيقيين ولاينبغي لأيٍ كان أن يكون لديه ذرة شكٍ في ذلك، والإرث الفكري والنَهجْ القويمْ الذي تركهُ لنا قادتنا التركمان الشهداء البررة سنَحمِلُ رايتهُ وسنظلُ حاملينَ لهُ بكُلِ شَرف وأنا على إيمانٍ تام بذلك وسنظلُ نذكرُ أولئك القادة العِظام بكُلِ الفَخر والإمتِنان، والشعبُ التركماني لَمْ ولَنْ ينساهُم أبدَ الدهر
الرحمة والمجدُ والخلود لشهدائِنا التركمان البررة، ونُعاهِدهُم أن نظلّ حاملينَ بكُلِ شَرفْ لإرثهِم الفِكري ونهجهِمْ القويمْ والراية التي حملوها أمانةً لنا والتي سنظلُ حاملين لها أبد الدهر