
علي البياتلي – بغداد/ دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم الأحد سوريا إلى الاستفادة من التجربة العراقية في التعامل مع تركة حزب البعث لتجنب السلبيات التي رافقت تلك المرحلة التاريخية وجاء ذلك خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الموسع بشأن سوريا الذي استضافته المملكة العربية السعودية حيث أعرب الوزير عن شكره وتقديره للمملكة على استضافة هذا الاجتماع مؤكدًا أهمية تعزيز الحوار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه سوريا وإيجاد حلول مستدامة.
وأشار حسين إلى أن التغيرات السياسية التي مرت بها سوريا تتقاطع بشكل كبير مع ما مر به العراق سابقًا موضحًا أن العراق واجه حزب البعث الذي اعتمد نهج الشمولية والقمع المطلق وأضاف أن العراقيين يدركون حجم المعاناة التي تسببها الأنظمة الشمولية التي تسيطر على كافة مفاصل الدولة عبر الفردية المطلقة وهو ما أدى إلى عزلة دولية وصراعات داخلية وأكد أن العراق مر بظروف مشابهة عندما فرض النظام السابق عزلة دولية على البلاد وأدخل الشعب في دوامة من الأزمات والحروب بدءًا من غزو الكويت وصولاً إلى سقوط النظام في عام 2003.
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العراق تمكن بدعم من المجتمع الدولي ونضال شعبه من تجاوز تلك المحنة مشيرًا إلى أن سوريا أمام فرصة للاستفادة من هذه التجربة لتفادي الأخطاء التي واجهها العراق كما شدد على ضرورة تبني سوريا عملية سياسية شاملة تقوم على احترام إرادة الشعب مع الأخذ بعين الاعتبار التنوع المجتمعي لأن تجاهل هذا التنوع أو الاعتماد على الإقصاء قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا.
و عبّر الوزير فؤاد حسين عن قلق العراق إزاء الوضع الأمني في سوريا لا سيما فيما يتعلق بوجود أكثر من عشرة آلاف عنصر من تنظيم داعش في 26 سجنًا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية موضحًا أن استمرار الاشتباكات في تلك المناطق يهدد بإطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين وهو ما يمثل خطرًا جسيمًا على الأمن الإقليمي كما حذر من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا متناميًا إذ يستغل الفوضى للحصول على أسلحة جديدة وزيادة أعداد مقاتليه مشيرًا إلى أن وادي حوران الممتد بين الأنبار ودرعا أصبح ممرًا لتحركات عناصر التنظيم. ش
ودعا وزير الخارجية إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة هذا الخطر الإرهابي مشددًا على أن العراق مستعد لمشاركة تجربته الناجحة في محاربة الإرهاب والتي ساهمت في تحقيق الأمن الداخلي كمساهمة في دعم استقرار سوريا واختتم حسين تصريحاته بالتأكيد على أن ضمان مستقبل أفضل للشعب السوري يتطلب إرادة سياسية حقيقية تركز على بناء دولة عادلة ومتنوعة معربًا عن أمله في أن يسهم التعاون الدولي والإقليمي في إنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق السلام الدائم في المنطقة.