
ملكيين اكثر من الملك !
فوزي توركر
لا يمكن لأي منصف أيا كان ان ينكر دور التركمان المكون العراقي الثالث الاصيل في حماية العراق وغيره من الأقطار العربية من شر الحملات الصليبيةالتي استمرت نحو قرنين ١٠٩٦-١٢٩١.فلولا جيوش المماليك والسلاجقة والاتابكة والعثمانيون لكان الصليبيون قد قضوا على الاسلام وعلى القومية العربية،ولما كان للعراق وبلاد الشام ومصر وغيرها موقعا اليوم على الخارطة.
كما لا يمكن لأي منصف ان ينكر وفاء ألمكون التركماني وحرصه الشديد على وحدة العراق أرضا وشعبا. هذا الوطن العريق الذي بات اهله اليوم لا يخفون رغبتهم في تشتيته وتقسيمه إلى دويلات عربية شيعية وسنية فضلا عن اقليم كردي كان قد اقيم عام ١٩٩١.و هو الاقليم الذي تحول بفضل
دستور عام ٢٠٠٣ إلى إقليم يعتبر اليوم دولة شبه مستقلة .
ان الموقف الوطني المشرف للمكون التركماني تجاه وحدة العراق ومستقبله السياسي، لم يحظ للأسف بالاهتمام
والتقدير من اخوانهم العرب الشيعة والسنة على حد سواء ،لانهم ينسون او يتناسون فضل اجداد التركمان عليهم وكيف انهم حاربوا الصليبيين لقرنين من الزمن للدفاع عن الاسلام وعن العرب ولغتهم .كما انهم يتناسون فضل السلاجقة الاتراك على الدولة العباسية وحرصهم عليها من هيمنة البويهيين
، فلولا السلطان السلجوقي طغرل بك الذي انقذ الدولة العباسية من هيمنة البويهيين الفرس، لكان العراق الان جزءا من بلاد الفرس .
نحن التركمان كنا ولا نزال نكن كل المودة والاحترام لإخواننا العرب الذين يربطنا بهم الاسلام والتاريخ والمواطنة ، وهم اخوتنا في الدين وفي السراء والضراء ولكنهم لم يعاملوا التركمان بالمثل.تصوروا أن الامبراطورية العثمانية كانت تعزالعرب كثيرا وانها من فرط احترامها للعرب كانت تطلق علبهم اسم القوم النجيب .
لم ينصف العرب اخوانهم التركمان في العراق وغيره في جميع ما لحق بهم من ظلم واضطهاد وتعريب وطمس للهوبة التركمانية الذي مورس ضدهم من قبل الحكومات العراقية منذ تاسييس الدولة العراقية ولغاية سقوط نظام صدام. حتى ان كثيرا من المواطنين العرب من مختلف أنحاء العراق كانوا قد ساهموا في النزوح إلى المناطق التركمانبة بغية صهر التركمان
واستعبادهم في نطاق حملة التعريب البعثية الغاشمة على المناطق التركمانية مقابل قطعة ارض وعشرة الاف دينار.
لو لم يدافع التركمان عن وحدة العراق ، ولو لم يقفوا ضد طموحات الأكراد في الادارة الذاتية لمنطقتهم.ولو كان لهم دعم خارجي ، كالدعم الذي يتلقاه العرب الشيعة والسنة والاكراد من دول كثيرة بينها تركيا ، لكانوا الان يتمتعون بكامل حقوقهم الدستورية ، ولما كان موطنهم توركمن ايلي الممتد من تلعفر إلى مندلي.