
تُعدُّ زيارة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الحفيد السادس للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من ابنته فاطمة الزهراء وزوجها الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، من الشعائر الدينية المهمة في المذهب الشيعي في العراق. تحظى هذه المناسبة بأهمية كبيرة لدى المؤمنين، حيث يحيون ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم في سجون طاغية زمانه.
الإمام موسى الكاظم الذي عُرف بصبره وحكمته وورعه و كان مثالًا حيًا للصبر والتسامح رغم ما تعرَّض له من اضطهاد وسجن على يد الحاكم العباسي آنذاك ويمثل الإمام رمزًا دينيًا وروحيًا ليس فقط لشيعة العراق بل لكل الباحثين عن العدالة والسلام.
في هذا العام شهدت الزيارة مشاركة ملايين الزوار الذين توافدوا من داخل العراق وخارجه لإحياء هذه الشعيرة العظيمة. وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره العميق للقوات الأمنية التي بذلت جهودًا استثنائية لتأمين الطرق وحماية الزوار. أشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الجهود الكبيرة تعكس التزام الحكومة بضمان سلامة المواطنين وحماية شعائرهم الدينية.
من جانبه، دعا رئيس البرلمان العراقي المواطنين إلى الاقتداء بالإمام موسى الكاظم كأحد الأمثلة العليا في الصبر والتعايش السلمي. وأكد أن سيرة الإمام تجسد معاني العدل، والتسامح، والإيثار، وهي قيم يحتاج إليها المجتمع العراقي اليوم لتحقيق الاستقرار والوحدة بين مختلف أطيافه.
تُظهر زيارة الإمام الكاظم الوحدة الإيمانية للمسلمين وتُبرز الجانب الروحي للمجتمع العراقي، الذي رغم التحديات السياسية والاجتماعية، يتمسك بتقاليده وشعائره الدينية. إنها مناسبة لتعزيز قيم التآخي والسلام، وللتأكيد على أن العراق سيظل موطنًا يجمع أطياف شعبه تحت راية المحبة والإيمان. تبقى زيارة الإمام موسى الكاظم محطةً لاستلهام العِبر والقيم التي تركها الإمام إرثًا خالدًا، ورسالةً بأن الصبر والإيمان هما الطريق لتحقيق العدل والسلام