علي البياتلي – بغداد/ أشاد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الاثنين بالتقدم الكبير الذي أحرزته القوات الأمنية العراقية على مختلف الأصعدة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون المشترك بما يتماشى مع الدستور والقوانين العراقية.
وفي بيان صادر عن القيادة، أعلن أن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي استقبل في مكتبه قائد قيادة العمليات المشتركة لحلف شمال الأطلسي، الأدميرال ستيوارت مونش، والوفد المرافق له.
وأشار البيان إلى أن اللقاء شهد بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على تعزيز التنسيق الثنائي وتوطيد العلاقات بين الجانبين. وأكد الفريق أول الركن قيس المحمداوي أن “القوات الأمنية العراقية تشهد تطوراً متسارعاً في قدراتها، مستفيدةً من الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها خلال معاركها مع عصابات داعش الإرهابية”. وأوضح أن “القطعات الأمنية والاستخبارية مستمرة في ملاحقة فلول داعش، التي تلقت ضربات قاسية أدت إلى قتل العديد من قياداتها وإضعاف بنيتها التنظيمية”.
من جهته، أعرب الأدميرال ستيوارت مونش عن تقدير الناتو للتطور النوعي الذي وصلت إليه القوات الأمنية العراقية وقدرتها المتزايدة على مواجهة التحديات الأمنية المختلفة. وشدد نائب قائد العمليات المشتركة على أهمية تعزيز التعاون مع الناتو ضمن إطار مذكرات التفاهم الثنائية وبما يتناسب مع رؤية الحكومة العراقية والقيادات الأمنية العليا.
وأكد أهمية تمكين القوات العراقية من خلال تجهيزها بأحدث التقنيات والمعدات العسكرية، معبراً عن شكره لحلف شمال الأطلسي على دعمه المستمر في مجالات التدريب وتبادل الخبرات.
على الصعيد الداخلي، دعا عضو اللجنة النيابية طالب اليساري إلى تحسين أوضاع الجيش العراقي، مشيراً إلى أن “الجيش بحاجة إلى تعزيز صفوفه بـ50 ألف جندي جديد لضخ دماء شابة فيه”. وأكد أهمية تحسين رواتب الجيش ومعالجة المشكلات اللوجستية، مشدداً على أن “الجيش هو العمود الفقري للأمن، وينبغي دمج الفصائل المسلحة ضمن صفوفه لضمان وحدة القرار العسكري”.
وأضاف اليساري أن “نسبة كبيرة من قوات الحشد الشعبي تعمل خارج إطار النظام الإداري الرسمي”، مبيناً أن “دمج الحشد الشعبي ضمن الجيش يعد قراراً سياسياً لم يتم طرحه بشكل رسمي حتى الآن”.
صرح المحلل السياسي إياد العنبر أن “السلاح الموازي الذي ظهر في بعض الفصائل امتد تأثيره إلى الجيش خلال حكومة عادل عبد المهدي”. وأكد أن “وجود الحشد الشعبي قانوني، ولا توجد نية رسمية لفتح ملف حله”.
وأضاف أن “الحل الأمثل لمعالجة ملف الفصائل المسلحة يتطلب جهوداً سياسية ودبلوماسية هادئة بدلاً من الزج به في وسائل الإعلام”. ولفت إلى أن هناك محاولات ووساطات دولية تسعى إلى تهدئة الوضع الداخلي العراقي.
في النهاية يمثل التعاون بين العراق وحلف شمال الأطلسي خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الأمنية العراقية في مواجهة التحديات الراهنة. وفي الوقت نفسه، تتزايد الدعوات المحلية والدولية لمعالجة ملفات حساسة، مثل دمج الفصائل المسلحة ضمن الجيش، بما يسهم في تحقيق استقرار أمني وسياسي شامل للعراق.