علي البياتلي – بغداد/ بدأ رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، في خطوة تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية وأمنية وتأتي في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وإيران. وأكد مكتب رئيس الوزراء في بيا رسمي أن الزيارة تهدف إلى إجراء محادثات معمقة مع كبار المسؤولين الإيرانيين، لمناقشة مجموعة من الملفات الحساسة التي تهم البلدين والمنطقة بأسرها.
وغادر السوداني بغداد في وقت مبكر من صباح اليوم، ليبدأ جولته التي تمثل جزءاً من الجهود العراقية لتعزيز التشاور مع دول الجوار وتوطيد التعاون في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن تركز المباحثات على عدد من القضايا المهمة، منها ضبط سلاح الفصائل المسلحة الموالية لإيران ومشكلة الغاز المستورد، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين إلى جانب التطرق إلى الأوضاع الإقليمية، خاصة في سوريا والبحث عن حلول مشتركة للتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
أشار مستشار رئيس الوزراء، فادي الشمري، إلى أن هذه الزيارة تعد فرصة حقيقية لتأكيد دور العراق كجسر للتواصل والتفاهم بين القوى الإقليمية والدولية. وأوضح أن الحكومة العراقية تسعى من خلالها إلى تبني سياسة دبلوماسية منتجة تهدف إلى تعزيز المصالح المشتركة مع دول الجوار وبناء شراكات متوازنة تدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والسلام المستدام. وأضاف أن الزيارة تحمل رسالة واضحة تعكس التزام العراق بالحوار البناء كوسيلة لحل الخلافات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
تأتي هذه الزيارة في ظل ظروف حساسة تشهدها المنطقة حيث تتصاعد التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية. وتسعى بغداد إلى لعب دور إيجابي في تهدئة الأوضاع ودفع عجلة الاستقرار من خلال تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، ومن بينها إيران. ويأمل الجانبان أن تسهم هذه المباحثات في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، بما يحقق تطلعات الشعبين ويدعم الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات الراهنة.
إن زيارة السوداني إلى طهران تعكس رؤية عراقية واضحة نحو تحقيق التوازن في العلاقات الخارجية، وتعزيز الأمن والاستقرار في الداخل، والدفع بمسيرة التنمية إلى الأمام من خلال شراكات إقليمية قوية ومستدامة.