
التصويت في الانتخابات المقبلة مسؤولية تاريخية للتركمان!
فوزي توركر
للتركمان تاريخ عريق ومشرف في العراق،أسهموا من خلاله في بناء العراق والدفاع عنه ضد الحملات الصليبية وضد البويهيين الفرس . ورغم التحديات والظروف الصعبة التي واجهتهم خلال القرون الماضية فانهم قد تمكنوا من الحفاظ على تقاليدهم وهويتهم القومية في موطنهم الممتد من تلعفر الى مندلي . ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العامة التي ستجري في ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥ ، يمر الشعب التركماني في مرحلة حرجة قد تحدد مستقبله السياسي في العراق.
أثبتت التجارب الانتخابية السابقة بأن التشتت والغياب عن الساحة السياسية العراقية عاملان يساهمان في إضعفاف صوت التركمان، ويعرضان حقوقهم للتهميش. وفي المقابل
فان المشاركة الواسعة والموحدة في الانتخابات ترفع من شأنهم وتمنحهم وزنا سياسيا غير قابل للتجاهل. ان الانتخابات وان كانت ممارسة ديمقراطية فإنها في الوقت نفسه ساحة لإثبات الوجود وحماية الهوية القومية.
ومن هذا المنطلق فان الواجب القومي والتاريخي يحتم على ابناء الشعب التركماني الغيورين على قوميتهم ومستقبلها ان يكونوا جزءا غير مجزأ من الانتخابات النيابية المقبلة عبر الحضور المكثف في صناديق الاقتراع والتصويت للمرشحين التركمان الذين سيمثلون رغبات واحلام الشعب التركماني في البرلمان العراقي. ان وحدة الصف والكلمة للتركمان هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات. وهي الضمانة الوحيدة لحماية حقوقهم ودورهم في العراق .
لا تعتبر الانتخابات النيابية العامة المقبلة حدثا عابرا ، وإنما هي بمثابة امتحان للارادة التركمانية الجماعية .فعلينا نحن التركمان أن نثبت للجميع بأن الشعب التركماني هو أحد اعرق شعوب العراق الذي لا يمكن لأي كان إقصاءه وهضم حقوقه. وان الصوت التركماني الموحد قادر على ان يضع هويته في الموقع الذي تستحقه في االعراق.
إن الشعب التركماني أمام مسؤولية تاريخية في الانتخابات النيابية المقبلة تتجاوز الحسابات الضيقة.فالمشاركة الواعية في هذه الانتخابات ليست وسيلة لحماية الحقوق فقط وإنما هي عمل استراتجي لحفظ الوجود وتعزيز الهوية.
ان المشاركة في عملية التصويت واجب وطني على كل تركماني غيور على قوميته ومستقبلها.لان المشاركة المرتفعة في الانتخابات العامة المقبلة سوف تزيد من قوة التركمان في الدفاع عن هويتهم وحقوقهم الوطنية. فصوت المواطن التركماني هو قوته يحمي بها حقوق شعبه ومكانته في الدولةالعراقية.
ويتوجب على جميع المواطنين التركمان في كل مكان بالعراق ان يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في ١١ تشرين الثاني المقبل والادلاء باصواتهم لمرشحيهم، وان لا يتركوا مصيرهم يقرره غيرهم.