أردبيل ومكانتها في تاريخ الاتراك ألاوغوز !
6
٢٠٢٥/١١/٠٥
تعتبر مدينة أردبيل التاريخية القلب النابض لآذربيجان الجنوبية.وكانت تقع على طريق هجرة الاتراك الاوغوز نحو الغرب.واستقرت حولها الكثير من القباءل التركمانية كالسلاجقة و
الصفويين وغيرهم وجعلوها مركزا لهم.
مؤسس الدولة الصفوية الشاه اسماعيل الصفوي الملقب ب(هطايي) نشأ وترعرع في تكية أردبيل .وهذه التكية كانت تابعة لطريقة التصوف الصفوية التي أسسها الجد الأكبر للشيخ اسماعيل الصفوي، الشيخ صفي الدين إسحاق ألاردبيلي التركماني.
لقد استقرت حول أردبيل قباءل تركمانية عديدة
مثل بيات،آفشار،ستاجلو،روملو،شاملو وتكلو. وتحولت هذه القباءل فيما بعد وأصبحت تشكل العمود الفقري للجيش الصفوي.
لا تزال اللغة التركية (لهجة آذربيجان) هي اللغة التي
يتكلم بها سكان أردبيل وجميع الاتراك في آذربيجان الجنوبية الذين يتجاوز تعدادهم الاربعين مليون نسمة .
إن اسم أردبيل من حيث الاصل اللغوي والدور التاريخي يعتبر إسمأ تركيا أصيلا. واصل هذا الاسم يتكون من مقطعين هما آرتا(مقدس) وبيل (مدينة). ويعني المدينة المقدسة.
وأردبيل هي المدينة التي ولدت فيها الدولة الصفوية .وكانت هي والدولة العثمانية من اعظم الدول في التاريخ.ولكن هاتين الدولتين التركيتين الصفوية والعثمانية قد حاربتا للاسف مع بعضهما البعض لسنين طويلة ولاسباب مذهبية لا صلة لها بالترك. ولو لم تتحارب الدولتين التركيتين الصفوية في عهد الشاه اسماعيل والعثمانية في عهد السلطان سليم الأول فيما بينهما، لكانت الجغرافية الممتدة بين النمسا في وسط أوربا وبين سد الصين في الشرق الاقصى الان وطنا تركيا واسلاميا عظيما.
كان الصفويون ينتمون للمذهب السني ، ولكنهم
تشيعوا لاسباب سياسية،أما الدولة العثمانية فكانت في النصف الأول من عمرها دولة قومية متطورة وقوية عسكريا ،ولكن نهجها القومي قد تغير
بعدما تمكن السلطان سليم الاول من فتح بلاد الشام ومصر عام ١٥١٧م حيث نقل بعد الفتح الخلافة مع عدد كبير من رجال الدين المتزمتين من القاهرة الى استانبول،
وكانت نتيجة الاستعانة برجال الدين العرب المتزمتين مذهبيا وفكريا أن ضعفت الدولة العثمانية عسكريا وتأخرت في مجالات الطب والصناعة والفنون ، فضلا عن دورهم في
تعميق الخلافات المذهبية بين الدولتين التركيتين الصفوية والعثمانية واشتداد الحروب بينهما. .
وبالنسبة لابناء الشعب التركماني فان الضرورة القومية تحتم عليهم ان ينبذوا التمذهب الذي يفرق كلمتهم وصفوفهم ، وان يستخرجوا العبر والدروس من حروب الصفويين والعثمانيين المذهبية التي قضت على آمال الشعوب التركية في تحقيق الوحدة.
إن أخطر ما يهدد التركمان ويفرق وحدتهم وصفوفهم الان هو التمذهب الشيعي- السني. فلولا هذا التمذهب البغيض لخاض التركمان الانتخابات النيابية العامة التي ستجري في ١١ تشرين الثاني القادم بقائمة موحدة ولدخلوا البرلمان بأكبر عدد من النواب
