إرثُ شهدائِنا، وأداءُ سياسينا. مقارنة وتحليل
د.هجران قازانجي
بُغيةَ إستذكار مآثر الشهداء التركمان على إمتداد التاريخ الحديث لتركمان العراق أستُحدِثَتْ ومنذ سنواتٍ مضَت أسبوعيةٌ خاصة يتِمُ فيها تَنظيمُ فعالياتٍ ومُناسباتٍ لإستذكارهِم والإشادة بتضحياتهِمْ الجليلة في سبيلِ شعبنا التركماني الآبي، وقدُ أصبحَت هذهِ المُناسبة جزءاً من التاريخ السياسي لتركمان العراق
هَلْ الساسة التركمان سائِرونَ فِعلاً على خُطَى الدَرب الذي عَبدهُ لنا شُهدائُنا بدِمائهِم الزكية؟
ماالهدف الذي كانت تسعى اليه تِلكَ الأنظِمة السياسية الجائِرة التي أوغلَتْ في جرائمِها البشِعة بحقِ شُهدائِنا التركمان البررة الذين ضَحُوا بأرواحهِم الطاهِرة وجَادوا بدِمائُهم الزكية في سبيلِ حُرية شعبِنا التركماني ؟
مِنْ دونِ التعمُقَ في جُذورِ هذين السؤالين للوصول إلى المُعطياتِ الحقيقية لايُمكِننا بأي حالٍ قراءةُ وفَهمِ التطورات السياسية الجارية في الساحةِ التركمانية اليَومْ بشكلٍ صائِبْ
كانَ الهَدفُ الذي سعى إليه شهدائنا مِن خلال نِضالهِمْ العَمل من أجل تحقيق وحدة الصَفْ والكلِمة التركمانية، إضافةً للسعي مِن أجلِ ضَمانِ كافة الحقوق القومية المشروعة لتركمان العراق إسوةً بالمكونات العراقية الأخرى، والعملُ الجَاد مِن أجلِ تُحقيقِ مُجتمعٍ مؤمن بمبادئ حُقوق الإنسان وقِيم الحُرية والعدالة والسلام، أما مَنْ كانوا يُعادونَ تطلُعاتِ المُجتمع التركماني في ذلِكَ الحِين فكانَ هدفهُمْ العمَل مِن أجلِ عدَم تمكين المُجتمع التركماني في العراق بالوقُوفِ عَلَى قدَميه والإعتمادِ عَلى قُدراتهِ الذاتية في بِناءِ نفسِهْ لتحقيقِ تطلُعاتهِ القومية المشروعة، والعَملَ مِن أجلِ تفريقِ المُجتمعِ التركماني إلى فرقٍ وشراذِمَ تتصارعُ فيما بَينها وفقَ مَفهومِ المُجتمعاتِ المُتخلفة التي تعاني مِن قُصورٍ في وعيها السياسي
السياسيون التركمان الذينَ يحرصُونَ على حُضورِ مَراسمِ تأبينْ الشُهداء التركمان وإلقاءِ الخُطبِ الرنانَة عِندَ شواهدِ قُبورهِمْ كما هوَ حالهُمْ في كُلِ عام وعَوضاً عن السعي للإجابةِ عًن هذينِ السؤالينْ فإنهُم يَسعونَ ولِتبرئةِ أنفُسهِمْ بإلقاءِ اللومِ والذنبِ على الأخرين لِما وصلَ إليهِ الحال اليوم، وهذا الأمرُ السَلبي يُزيدُ بالطبع مِن حالةِ الإنقِسام والتشرذُم داخِلَ المُجتمعِ التركماني ولافائِدةَ تُرتجى مِنهُ غيرَ ذلِكَ بالتأكيد
ومايفعلهُ هؤلاء سِواءً إن كانَ عَن قَصدٍ أو عَن غيرِ قَصد يخدِمُ بالطبع التوجُه المُعادي المَعمولُ بهِ ومُنذُ العام ١٩٥٩ والرامي إلى ضَمانِ بَقاءِ تركمان العراق مَحرومِينَ مِن مُمارسةِ حقُوقهِم القومية المشروعة إسوةً بالمُكوناتِ العراقية الأخرى.