البوصلة التي فقدت إتجاهُها
بقلم : د. هجران قزانجي
عضو الهيئة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية
وعضو هيئتها الإدارية
سعى المدعو محمد السيد محسن مقدم برنامج البوصلة الذي يبث من على قناة ( anb ) الى تصنيف تركمان العراق الى قسمين ( تركمان تركيا – تركمان ايران )، وسعى الى التركيز على كون تركمان تركيا إنما يرتبطون ارتباطاً صميمياً بالدولة التركية وهو ماتجسدّ (حسب رأيه) خلال زيارة السفير التركي في العراق ( علي رضا ﮔوناي ) الى مدينة كركوك مؤخراً حيث أدى عدد من ضباط الشرطة المنتمين الى المكون التركماني التحية العسكرية خلال عزف النشيد الوطني التركي.
وقد واصل المدعو السيد محسن بثّ سمُومه التي تُعبر عن حقدٍ دفين تِجاهَ القومية التركمانية في العراق وتجاه الجارة تركيا حيث أكدّ خلال حديثه على كون الخطر التركي تجاه العراق أكبر بكثير من الخط الايراني وذلك على إعتبار أن تركيا تسعى الى قضم الأراضي العراقية ضمن خططها المستقبلية والدليل ( حسب رأيه ) وجود إحدى عشرة قاعدة عسكرية تركية حالياً في شمال العراق.
بدايةً عليّ أن أوضح للقاريء الكريم مدى جهل المدعو السيد محسن بتاريخ تركمان العراق وإرثهم الثقافي الممتد منذ ( 1000 ) عامٍ في أرض الرافدين، وما تم عزفهُ خلال زيارة السفير التركي الى مدينة كركوك كان النشيد القومي لتركمان العراق وليس النشيد الوطني التركي، ولم يتوانى السيد محسن خلال حديثه من السعي لتحريف الحقائق المتعلقة بتاريخ الجارة تركيا والعهد العثماني، وهو أمر أخر يؤكد مدى جهله بالتاريخ والدليل أنه لايملك أدنى فكرة عن حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا للعراق منذ العام 2003 وحتى اليوم.
ونود أن نعطي للمدعو السيد محسن درساً في التاريخ مفادهُ أن تركمان العراق أستوطنوا في أرض الرافدين قبل فترة طويلة من إستيطانهِم لهضبة الأناضول، وهو درسٌ عليه أن يستوعبهُ جيداً كي يدرك أن سعيهُ لتحريف الحقائق والتاريخ إنما هو عَبثٌ في عبَثْ يسعى لتقديمهُ في برنامجهِ العَبثي الخالي مِن كُلِ مَضمُونٍ هادِف.