عصمت ئوزجان
اقتباسات و معارك أدبية !
متين عبدالله
كانت الدلائل تشير الى نجاحه في الغناء لصوته الشجي ، لكن حادثة سير ألمت به و جعلت صوته تبح .
يقول ( عصمت ئوزجان ) في أحدى اللقاءات الصحفية : كأي شاعر تركماني ، ظننت نفسي أديبا بعد كتابة رباعيات و دخلت عالم الأدب بالعويل و الصراخ ، لأجد نفسي و حيداً وسط محيط متلاطم هائج امواجه .
بدأ ( ئوزجان ) حياته الادبية بكتابة مسرحيات عرضت في بغداد من قبل الأستاذ ( فاضل الحلاق ) و تمثيليات ناجحة لتلفزيون كركوك في السبعينيات منها ما علقت في الذاكرة مثل ( معاينه خانه ) أي ( العيادة ) سبق ذلك أول نص شعري نشرله عام 1969 في مجلة ( الأخاء ) وهو أجرأ كاتب تركماني على الاطلاق و يعود ذلك الى كونه من قضاء ( كفري ) محلة ( اسماعيل بيك ) بالتحديد .
ومثال الجرأة التي امتاز بها ما نشره في مجلة ( صوت الاتحاد العدد41 عام 1987 الصفحات 72 – 69 نهاية قصة دوغوم كونو أي يوم الميلاد )
حينما ينظر أحد الاشخاص في الحانة وهو يحتسي فيسأله
– لم تنظر الي .فيجيب
– هكذا ، ليرد الشخص الأول
– اذا لنشرب سوية
– نخب من ؟
– اليوم يوم ميلادي
فيرمقه بنظرة أزدراء
– وهل انت نبي ؟!
– نحن في هذا البلد لا نحتفل بعيد ميلاد أي شخص أخر سوى الأنبياء .
كان يومها استحدثت أعياد ميلاد الرؤساء ، فأي جرأة امتلكه ئوزجان و أي جرأة لرئيس التحرير الذي وافق النشر .
أما عن اقتباساته الأدبية
فأول من وجه اليه تهمة سرقة شعره ( باباتيا ) ( زهرة الأقحوان ) الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة ( نسيمي ) الشعرية التي نظمتها جريدة ( يورد عام 1988) هو الاستاذ المرحوم ( مولود طه قاياجي ) في الحقيقة اسعف الاستاذ مولود فراسته الادبية لكن ئوزجان لم يسرق الشعر بنصه و فصه بل يبدو أنه وضع قصيدة ( سقاريا ) للمرحوم ( نجيب فاضل قيصا كورك ) نصب عينيه و قلّده أثناء كتابة نصه باباتيا و هذا ما درج عليه أثناء الكتابة بعض الشعراء التركمان .الى درجة يوحي بذلك الى القاريء اللبيب .
مع ذلك لم ينج ئوزجان من الأقتباس من نجيب فاضل ففي احدى نصوصه المنشورة في كتاب ( ئولومه زمان اركن ) الصفحة 87 السطر الثاني من 9- 6 منقول من احدى قصائد نجيب فاضل في ديوانه ( çile ) و كذلك رأيه عن الشعر والذي نشر في كتاب ( جاغداش توركمن شاعرلرى للمرحوم قاسم صارى كهيه ) منقول نصاً و فصأً عن نجيب فاضل السطر الاول من نفس الكتاب في صفحة 286 .
أما عن معارك ئوزجان الادبية
فقد أبتدئها أولا ً مع الاستاذ المرحوم ( علي معروف أوغلو ) اثر وصف الأخير بالحمق لصاحب الخوريات :-
سينه سينه
قار ياغار سينه سينه
نه أليم ألينه دكدى
نه سينه م سينه سينه
ليرد عليه ئوزجان بمقاله ( خورياتلارين دوغرو يورومو ) في جريدة يورد العدد ٨٦١ و يتهم علي معروف اوغلو بالجلوس في برجه العاجي وهو في واد و الشباب في واد اخر فرد معروف اوغلو على اتهامات ئوزجان في صفحات ضمن كتابه ( درمت ) .
وفي مرض ئوزجان اكثر من وقف معه ماديا ومعنويا كان صاحب القلب الكبير معروف اوغلو وكنت شاهدا على ذلك .
ثم أدار ئوزجان معركة ادبية اخرى هذه المرة مع الاستاذ ( فؤاد حمدي ) انتقد بشدة مانشره الاستاذ فؤاد تحت عنوان الف باء الادب وسوقه مثالا عن الحشو من نص للشاعر المرحوم رضا الطالباني و صفه بالابتذال وانه لا يقرأ الا ما يكتبه و صفحة الادباء الشباب مليئة بالحشو فرد عليه فؤاد حمدي بجواب رقيق ليرد ئوزجان ب أرق من الرقة نفسها ، فأرتأت هيئة تحرير الجريدة الى وقف نشر نقاشاتهما كي لا تخسر الكاتبين .
اما المعركة الثالثة هذه المرة ابتدأها ( سعدالدين كمال كركوكلو ) الاسم المستعار ليوصف اراء و انتقادات ئوزجان أنه يلعق دمه ، فرد ئوزجان أنه لا يمكن للأدب التركماني ان يستمر بمواضيع الورود و البلابل .
لقد ادار كل معاركه الادبية بجرأة وصراحة رأي لكن ضيّع الكثير من وقته – حسب رأي المتواضع – كان على حساب ابداعه وان كان يحسب له أيضاً .
لم يكتف ئوزجان بنظمه الشعر و كتابة القصة القصيرة بل كان كاتب عمود بأمتياز ، فقد كتب ( بير شعر بير شاعر ، دودوكلو تنجره ، أدبيات الفاباسى ، تاريخسيز كونلوكلر ) .
أما عن اخر نص له فقد نشر في جريدة ( يورد في ١ – ١-١٩٩٥ ) بعيد وفاته بشهور ، وكانت اخر كلماته
( الان ، انت غير موجود
و أنا منهك
خائر القوى ) .
يرحمه الله
الصورة من اليمين الاستاذ فوزي أكرم ، الشاعر المرحوم عصمت ئوزجان ، الأستاذ المرحوم هاني صاحب طوزلو ، الأستاذ فاروق فائق كوبرلو