في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل …
ضباط التركمان هم الذين خدموا في الجيش العراقي البطل بكفاءة عالية
فلاح يازار اوغلو
تأسس الجيش العراقي في 6/ كانون الثاني / من عام 1921م وكانت نواته الأولى من الضباط العراقيين الذين كانوا ضباطاً بالأصل في الجيش العثماني وتخرجوا من الكليات العسكرية والأركان العثمانية واشتركوا في الحرب العالمية الأولى واكتسبوا الخبرة والعلوم العسكرية لذلك كانوا نواة جيدة ذات كفاءة عالية وتمكنت بسرعة في بناء الجيش العراقي ، ومن الضباط التركمان المعروفين الذين خدموا في الجيش العراقي البطل وبكفاءة عالية منهم ( خليل زكي ابراهيم باشا ، مصطفى راغب باشا ، غازي محمد الداغستاني ، عمر علي ) وغيرهم من الضباط التركمان من ذوي الرتب الصغيرة في حينه ، أن تواجد هؤلاء النخبة الخيرة من الضباط التركمان في القيادة العراقية العامة بفلسطين والذين هم من مدينة كركوك معناه وبالدليل القاطع إلى أن كركوك مدينة عراقية وبخصوصية تركمانية ، وهؤلاء الضباط بحق مفخرة من مفاخر الجيش العراقي الباسل والذين سوف يذكرهم التاريخ للأجيال القادمة بكل شرف وفخر واعتزاز ..
وهناك بعض القادة من الضباط العراقيين شاركوا في تأسيس الجيش العراقي الباسل والمعروفة أسمائهم أمثال ( جعفر العسكري ، نوري سعيد ، طه الهاشمي ، صلاح الدين الصباغ ، فهمي سعيد ، بكر صدقي ) وغيرهم ..
إن الجيش العراقي هو الجيش الذي قاتل الإنكليز في الحبانية والفلوجة عام 1941م والذي شارك في حرب فلسطين عام 1948م ومشاركته في تفجير ثورة تموز الخالدة في عام 1958م وتحليق الطيران العراقي فوق سماء سيناء وفلسطين في حرب تشرين عام 1973م ، وان هذه هي من الصفحات المضيئة من تاريخ جيشنا من خلال مسيرته الطويلة التي مثلت صور الرجولة والتضحية والفداء والصبر والثبات والأيمان بوحدة العراق وسيادته ..
ونحن العراقيين إذ نحتفل في الذكرى التاسعة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي الباسل ، ذلك الجيش الذي شهدت له جبال العراق وسهوله وبطاح مصر ونيلها وسهول الشام وبردى وفلسطين وقدسها ونستذكر بكل فخر واعتزاز بهذه المناسبة العظيمة بعض القادة التركمان ومنهم اللواء مصطفى راغب باشا الذي رشح لمنصب القائد العام للجيش العراقي في الحرب الفلسطينية عام 1948 وذلك لحنكته العسكرية وكفاءته الميدانية والقيادية وفتح مقره في مدينة نابلس ثم استلم فيما بعد منصب القائد العام للجيوش العربية ، وكان معه في حينه العقيد الركن غازي محمد فاضل الداغستاني حيث كان رئيس الأركان في القيادة العامة للجيش العراقي بفلسطين لقد اثبت كفاءة وشجاعة نادرة ووصل الى رتبة لواء ركن ، وكذلك شارك معه في حينه المقدم الركن ( لواء ركن فيما بعد ) عمر علي ( بطل جنين ) ، وكذلك الرائد ( عقيد فيما بعد ) مصطفى عبد القادر حيث قاد فوج الكرمل الفلسطيني البطل بكفاءة عالية ، والنقيب ( مقدم فيما بعد ) هدايت محمد بك ارسلان اختير المرافق الشخصي للقائد العام للقوات العراقية والعربية في فلسطين وتوفي بالسكتة القلبية في مطار كركوك عام 1958 إثناء أدائه الواجب الوطني وكان هناك العديد من الضباط التركمان من ذوي الرتب الصغيرة شاركوا في الحرب الفلسطينية ، وهؤلاء جميعهم تركمان اصلاء ومن مدينة كركوك التركمانية . وإذا كنا نريد توثيق بطولات وتضحيات الجيش العراقي الباسل لاحتجنا إلى مجلدات .
فالجيش العراقي كان من أهم أهدافه التثقيف ونشر العلم والمعرفة والقراءة والكتابة إلى جانب وزارة المعارف إذ أسس مدارس الصنوف من الأسلحة والخيالة والمخابرة والمدفعية والمساحة والهندسة والطيران ومدرسة الصنائع واسس الكلية العسكرية وكلية الأركان وكلية الاحتياط والكلية الفنية العسكرية وأرسل البعوث والدورات إلى إنكلترا وأمريكا وروسيا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من دول العالم وكذلك كان لهذا الجيش دور في الاندماج الوطني والقومي في العراق إذ قام بالدور الرئيسي في بناء الدولة والمحافظة على الوحدة الإقليمية والوطنية والسكانية ..
فهذا هو التاريخ المشرف للجيش العراقي وتاريخ قادته الاصلاء الذين مثلوا هذا الجيش الباسل في جميع قطاعات الشعب العراقي ..
اليوم وفي عراقنا الجديد نتمنى أن يعاد الجيش العراقي البطل إلى أمجاده وبطولاته السابقة التي سجلها التاريخ بدماء إبطاله وبأحرف من نور ، وان يكون قوياً وذات توجه وطني بعيداً عن الطائفية والحزبية الضيقة وذلك من اجل خدمة شعبنا العراقي الأبي والدفاع عن حدوده الجغرافية إذا تعرض إلى عدوان خارجي ، وان يكون الانتماء إليه وفق ضوابط دوائر التجنيد وان تكون الكفاءة القتالية عندها عالية وان تفتح لها الكليات الحربية والهندسية والطبية وأقسام للدراسات العسكرية العليا (الأركان ) وان يكون هناك تبادل الخبرات بين الجيوش العالمية المتطورة ..
سيبقى يوم تأسيس الجيش العراقي الباسل يوماً تاريخياً رائداً في قلوب وعقول الشرفاء من أبناء شعبنا ويطبعه في عقول الأجيال المتصاعدة جيلا بعد جيل ، وللجيش العراقي مكانة خاصة في نفوس العراقيين لأنه رمز عزة العراق وكرامته ، أذن لاحياة لأمة ولا كرامة لها إلا بجيشها الأغر.