الى متى؟
فوزي توركر
في العشرين من شهر آذار /مارت ٢٠٢٤ ادلى العنصري فرهاد سنكاوي العضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والعضو السابق في برلمان اقليم كردستان بتصريحات استفزازية في مدينة كفري التركمانية ،تطاول فيها على التركمان وعشائرهم الاصيلة وعلى بعض الشخصيات التركمانية المحترمة.
لو كان سنكاوي عنده ذرة من الاحترام لقوميته الكردية لما اساء للقوميةالتركمانية التي تكن الاحترام لجميع مكونات العراق .التركمان لهم تاريخهم الساطع والمشرف في العراق يشهد له القاصي والداني.فالتركمان هم خلاصة الامة التركية المجيدة والتي يرجع تاريخها لاكثر من ٥٠٠٠ عام .وقدم التركمان عبر تاريخهم المشرف خدمات جليلة لدول المنطقة وللعراق ومكوناته.
مما لاشك ان اباطيل سنكاوي ومزاعمه الاستفزازية المليئة بالحقد والكراهية ضد التركمان المكون الثالث في العراق لا تخدم اواصر المودة والتاخي بين مكونات العراق .وان استفزازاته تدل على انه يحمل حقدا دفينا ونوايا سيئة تعتبر تهديدا مبطنا ضد الشعب التركماني لان الاناء لا ينضح الا بما فيه .
وافتراءات سنكاوي المتعلقة بالدولة العثمانية تكشف انه شخص جاهل وفارغ العقل ليس له ادنى المام بالتاريخ .فالدولة العثمانية لم تكن محتلة ولم تحتقر ايا من شعوبها ،ولم يغتصب جنودها النساء الكرديات.وان هذا الحاقد ينسى او يتناسى ان الدولة العثمانية كانت قد فضلت مدينة السليمانية على غيرها من المدن العراقية عندما افتتحت فيها مدرسة للتعليم العسكري . كما ان الجيش العثماني كان يضم في صفوفه ضباطا اكراد من ذوي الرتب العليا ومسؤولين اكراد كبار حملوا مرتبة الباشا في الدولة ، وهو ما يؤكد على ان الدولة العثمانية خدمت الاكراد في اكثر من مجال ولكنها لم تخدم التركمان.
ادعاءات سنكاوي المتعلقة بكردية بعض العشائر التركمانية في كركوك وغيرها لا اساس لها ومنافية للحقيقة والواقع .فالتركمان جميعا هم اتراك اقحاح وجدهم الاكبر هو اوغور خان العظيم .ومزاعم سنكاوي وهذيانه تستند الى مغالطات واكاذيب تاريخية وردت في كتاب كرد وترك وعرب لمؤلفه المندوب السامي البريطاني في العراق سي.جي .أدموندز والذي كان مشرفا على كركوك وشغل منصب مستشار وزارة الداخلية العراقية لعدة عقود.واستند المندوب السامي البريطاني في مزاعمه الخاصة بكردية بعض العشائر التركمانية الى لقاءات كان يعقدها مع رؤساء عدد من العشائر الكردية في المنطقة.
في الاول من شهر نيسان ٢٠٢٤ أي بعد التصريحات الاستفزازية للعنصري فرهاد سنكاوي باحدى عشر يوما تم اغتيال رئيس عشيرة البيات التركمانية في محافظة ديالى الشيخ حسين علوش البياتي اثر تعرضه لاعتداء غاشم بطائرة مسيرة مسلحة بمضيفه في كفري .ويتحتم على الحكومة العراقية وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الكشف عن تفاصيل هذا الاعتداء الاثيم واحالة القائمين به الى القضاء لينالوا الجزاء الذي يستحقونه. وأي تحقيق عادل في هذا الحادث قد يكشف عن وجود صلة بين تصريحات العنصري سنكاوي واغتيال رئيس عشيرة البيات التركمانية في محافظة ديالى الشهيد الشيخ حسين علوش البياتي.
ان استهداف الشهيد الشيخ حسين علوش البياتي بطائرة مسيرة مسلحة عمل عدائي موجه ضد الشعب التركماني بأكمله من تلعفر الى منزلي .وهو عدوان لن يكون الاخير ما دمنا نحن التركمان غير مبالين لما نتعرض له وغير مدافعين عن قضيتنا وكرامتنا .فقد سبق وان اغتيل شخصيات تركمانية عديدة في ظروف غامضة ،وتعرض مجلس عزاء نسوي في داقوق الى قصف جوي عام ٢٠١٥ ادى لاستشهاد عشرين امرأة تركمانية واصابة خمسين امرأة آخرى بجروح بليغة.ولكننا كالعادة صمتنا وكأن شيئا لم يكن واصبح الحادث خبر كان وظل في طي النسيان.
الى متى نبقى نحن التركمان نتعرض منذ عقود للاضطهاد والتهميش والاقصاء والتمييز العنصري والتطهير العرقي ؟.. هل هناك مخططات ممنهجة تستهدف القضاء على هويتنا القوميةً واننا لا نعلم بها ؟ أم ان الخلل موجود فينا بحيث ندرك وجود خطر يهددنا ولكننا نعجز عن صدها والاستعداد لمواجهتها؟ ..الى متى نبقى نفتقر لمقومات النضال كالوعي القومي الذي له دوره في ما نعانيه ،وما هزيمة المرشحين التركمان في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة الا دليلا على ذلك ؟ فعلى سبيل المثال ان ٧١ الفا من مجموع ٢٩٠ الف ناخب في كركوك و٩ الاف ناخب فقط من مجموع ٤٥ الف ناخب في طورخورمانو شاركوا في عماية التصويت .. الى متى نبقى لا نملك قيادة تركمانية حكيمة حرة الارادة قادرة على تحقيق اماني التركمان ؟..الى متى نبقى لا نحظى بدعم الوطن الام كدعم السعودية للعرب السنة ودعم الفرس للعرب الشيعة في العراق ولبنان وسوريا واليمن ؟.. ودعم اسرائيل وغيرها للاكراد؟.. والى متى يظل المذهب يفرقنا بينما هويتنا القومية هي المستهدفة وليس غيرها؟.
٨ نيسان ٢٠٢٤