الوضع الخاص هو الحل الأمثل لقضية كركوك
د. هجران قزانجي
الجبهة التركمانية العراقية
على أولئك الذين يتربعون على عرش السياسة التركمانية وفي خِضمِ إنشغالهِم اليوم بالإنتخابات البرلمانية المقبلة في العراق أن لاينسوا قضية كركوك ومُستقبلِها، والحل الدائمي الأمثل لقضية كركوك يكمِنُ في ضمانِ نيلها لوضعٍ خاص وتتمُ إدارتها بين مكوناتها الرئيسية الثلاثة وفق نسبة 32% لكل مكون كإستحاق قومي يتم بموجب هذه النسبة توزيع المناصب الإدارية والأمنية على مكوناتها الرئيسية الثلاثة( التركمان ، الكرد ، العرب ) وبشكل متساوٍ
وفيما يخصُ بعض الأراء الداعية الى تحويل كركوك الى ( إقليمٍ مستقل قائِم بذاتهِ ) فإننا نرى عدم صوابِ هذا الرأي لأنهُ من الممكن جداً وعلى المدى المنظور والبعيد أن يتِمَ ربط هذا الإقليم الناشيء ( إقليم كركوك) بالإقليم القائم في شمال العراق ضمن إطار (إتحادٍ كونفدرالي) أو غيرهُ من النُظُمْ القانونية المعمول بها في هذا الشأن، وهذا الإحتمال وارد جداً وينبغي أخذهُ بنظر الإعتبار والعَمل على تلافيه بكُلِ ماأمكن، وفي الوقت نفسه فإن بقاء الوضع الحالي في كركوك على ماهو عليه هو خَيارٌ غيرُ مرغوبٍ فيه لأنه سيتسبب على المدى المنظور والبعيد في إضعاف الوجود التركماني في كركوك إلى أبعدِ الحُدود
لِذلكَ كُلِه ينبغي الشُروع في إجراءِ مفاوضاتٍ وعقدِ تفاهماتٍ مع الأطراف الأخرى من أجل تكريس ( وضعٍ خاص ) لمحافظةِ كركوك وقبل حلول موعد الإنتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، لأن تأجيلُ هذا الأمر الى مابعدَ الإنتخاباتِ المُقبلة سيؤدي إلى سعي الأطراف الأخرى إلى إكسابِ طروحاتها ومشاريعها المتعلقة حول مستقبلِ كركوك ( المشروعية ) لدى الأطراف الدولية إستناداً إلى نتائج الإنتخابات المقبلة، وفي هذه الحالة ستَضيعُ والى الأبد المبادرة التركمانية حول مستقبل كركوك التي تُعَدُ بمثابة القلب النابض ﻠ ( توركمن ايلي).
مسألة تحويل كركوك الى محافظةٍ عراقية ذات (وضعٍ خاص) هي قضية دولية في المقام الأول،ومن الضروري جداً الحصول على دعمٍ كامِل من تركيا لتحقيق هذا المشروع السياسي الحيوي الذي يتعلق بمصير ومستقبل التركمان في كركوك